واشنطن تحاول منح الأكراد مهلة لانسحاب “غير دموي”

واشنطن تحاول منح الأكراد مهلة لانسحاب “غير دموي” من الحدود والكونغرس يصرّ على فرض العقوبات ضد تركيا

  • واشنطن تحاول منح الأكراد مهلة لانسحاب “غير دموي” من الحدود والكونغرس يصرّ على فرض العقوبات ضد تركيا

عربي قبل 5 سنة

واشنطن تحاول منح الأكراد مهلة لانسحاب “غير دموي” من الحدود والكونغرس يصرّ على فرض العقوبات ضد تركيا

يتفق المحللون الأمريكيون إلى حد كبير على أن الوجود العسكري لبلادهم في شمال شرق سوريا كان شاذاً بشكل واضح، واستنتجوا في وقت متأخر أن هذا التواجد لم يكن كفؤاً، وعلى النقيض من ذلك، كان مكلفاً بشكل غير ضروري.

 وقد دخلت القوات الأمريكية سوريا وتعاونت مع الأكراد لسبب وجيه هو أن قوة الدفاع الكردية كانت هي القوة الوحيدة الراغبة والقادرة على اقتلاع تنظيم “الدولة” وإنهاء مشروع دولة الخلافة، وفي الواقع، حاولت الولايات المتحدة إقامة شراكة مع القوات السورية الأخرى قبل أن تستقر على وحدات حماية الشعب الكردية كخيار لقوة برية، فقد كانت الجماعات الأخرى تفتقر إلى انضباط الأكراد، وكانت هناك شكوك أنه تم اختراق الجماعات الأخرى من قبل المتطرفين كما أن هذه الجماعات فضلت محاربة النظام السوري على محاربة “داعش” وبالنظر إلى هذه الخيارات كانت هي الخيار المنطقي.

بالنسبة للولايات المتحدة، كانت هذه المزايا العسكرية كافية للشراكة مع الأكراد، ولكن بالوضوح نفسه، لم يكن أي من الجيران ليسمح بقيام دولة كردية مستقلة، وكانت تركيا أكثر غضباً من هذا السيناريو نظرا لارتباط الأكراد السوريين بحزب العمال الكردستاني الكردي أو جماعة حزب العمال الكردستاني، وهي جماعة إرهابية قامت بشن تمرد ضد الدولة التركية منذ عقود. وحسب اعتقاد العديد من المحللين، ومن بينهم جيمس دوبينس وجيفري مارتيني، من المحتمل أن يقبل الأكراد في المستقبل البقاء تحت سيادة النظام السوري أو الحفاظ على “علاقة عمل” مع نظام الأسد في دمشق، مقابل إعادة صياغة لطريقة الحكم في تلك الأراضي.

ويرى محللون أمريكيون أن هناك ضرورة ملحة لايجاد طريقة لإعادة الدمج الكردي في الدولة السورية، خاصة بعد قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وأشار المحللون إلى أن التأخر في تنفيذ الانسحاب قد شجع الأكراد على الاعتقاد بأن الحماية الأمريكية ستمتد إلى أجل غير مسمى، وكان يمكن للولايات المتحدة أن تشجع الأكراد على حوار في الداخل السوري، ولكنها لم تفعل ذلك ما ساعد على انتشار المفاهيم الخاطئة عند الأكراد.

صراعات الإدارة الأمريكية

وأعربت تركيا في مناسبات كثيرة عن عدم الرضا من الحلول الأمريكية للمناطق الحدودية وقضية الأكراد، وأعلنت أنقرة أنها غير مقتنعة بان “الآلية الأمنية” التي أنشاتها واشنطن مع تركيا على الحدود السورية كافية، وكانت هناك إشارات أن الوضع في طريقه للتصدع بدون أن تقوم الولايات المتحدة في أي مبادرة للتوسط في تسوية في الموضوع الكردي.

الإدارة الأمريكية بدورها كانت تعيش في صراعات في الموضوع السوري، فقد كان هاجس وزير الخارجية مايك بومبيو والمستشار السابق جون بولتون الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة وليست سوريا وكانت أولويات وزارة الدفاع هي القضاء على تنظيم “الدولة” وحماية الحلفاء الأكراد في حين ترامب يسعى إلى إنهاء المهمة العسكرية الأمريكية في سوريا.

ويعتقد خبراء في الشأن السوري أنه كان يمكن لإدارة ترامب في وقت سابق قبل إعلان الانسحاب وبدء العملية التركية أن تحصل على نتيجة أفضل للأكراد، الذين يحتفظون بثلث الأراضي السورية بما في ذلك أكبر حقل نفطي في البلاد.

أما فيما يتعلق باستجابة صناع السياسة في واشنطن للعملية التركية في شمال سوريا، فقد تعهد أعضاء مجلس الشيوخ بالمضي قدماً في تشريع العقوبات ضد تركيا على الرغم من إعلان نائب الرئيس مايك بنس أن أنقرة قد وافقت على وقف إطلاق النار في سوريا.

وقال السيناتور ليندسي غراهام (ساوث كارولاينا) والسيناتور جيم ريش (أيداهو) إنهما سيواصلان العمل على مشاريع قوانين منفصلة رغم وقف إطلاق النار.

وأضاف غراهام أن ترامب يكرر أخطاء الرئيس السابق باراك أوباما في العراق، وقال إن ترامب ردد بالضبط ما قاله أوباما قبل انسحابه من العراق.

 وانتقدت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي موافقة ترامب على إلغاء العقوبات التي تم الإعلان عنها مؤخراً ضد تركيا كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه يوم الخميس الماضي، في حين قال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشارلز شومر إن ترامب وافق على عدم تطبيق العقوبات ضد تركيا بسبب “وقف إطلاق نار مزيف”.

وردد أعضاء مجلس النواب تعليقات لا تعبر عن الارتياح حول تحركات ترامب الأخيرة، ووصفوا إلغاء العقوبات على تركيا بأنه إجراء يقوض الثقة بالسياسة الخارجية الأمريكية ويرسل رسالة خطيرة إلى الحلفاء والخصوم على حد سواء مفادها أنه لا يمكن الوثوق بكلمتنا.

وجاء قرار ترامب بشأن تركيا وسط معركة سياسية مستمرة بينه وبين المشرعين في الكونغرس حول سوريا، حيث انتقد أعضاء من كلا الحزبين بشدة قراره في وقت سابق من هذا الشهر بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، ما مهد الطريق للعملية التركية.

وزعم مشرعون أن “اردوغان لم يتخل عن شيء في الاتفاق بينما أعطاه ترامب كل شيء” كما زعموا أن المستفيد الوحيد من سياسات ترامب هم أعداء الولايات المتحدة: تنظيم “الدولة” وبشار الأسد وفلاديمير بوتين وإيران.

إنهاء الحروب

وقوبلت أخبار وقف إطلاق النار بالشك، واُنتقد القرار بصراحة في الكونغرس، وعلى سبيل المثال، قال السيناتور ميت رومني (جمهوري من يوتا) إن وقف إطلاق النار “بعيد عن النصر” وأضاف السيناتور كريس مورفي، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن “هذا يمنح اردوغان كل ما يريده” كما تعهد السيناتور كوريس فان هولين بمواصلة الضغط من أجل مشروع قانون العقوبات ضد تركيا.

قرار سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، الذي مهد للعملية التركية، وما تبع ذلك من ضجيج أسفر عن اتفاقية لوقف إطلاق نار كانت له العديد من العواقب غير المقصودة ولكنها متوقعة، وقد دافع ترامب عن خطواته للوفاء بوعد الحملة الانتخابية لإنهاء ما يسمى بالحروب إلى الأبد.

وفي الطرف المقابل، قال العديد من مؤيدي ترامب إن مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين أظهروا مهارة في التفاوض مع تركيا، للخروج باتفاق يؤخر لمدة خمسة أيام تقدم الجيش التركي إلى الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا على طول الحدود التركية، وقالوا إن الاتفاق يهدف إلى منح القوات الكردية وقتاً للانسحاب السلمي والمنظم من المنطقة، وبالتالي إنشاء منطقة عازلة بينها وبين الأتراك.

في نهاية المطاف، يمكن القول إن سياسة “الإسعافات الأولية” التي تمارسها واشنطن لمعالجة المشكلة في شمال سوريا لن تجلب أي استقرار طويل الأجل للمنطقة، ولكنها ستقلل من سفك الدماء، خاصة من الجانب الكردي، وقد بحثت إدارة ترامب، على سبيل المثال، عن طرق لإحباط الخطط التركية للتوغل في شمال سوريا وطرد الأكراد من المنطقة، ولكنها لم تقدم أي حلول مقبولة من الطرف التركي، ولذلك اضطر اردوغان إلى البدء في العملية العسكرية.

وبالنسبة لترامب، بعيداً عن التهديدات، فقد كان هاجسه الوحيد عدم إبقاء الكتيبة العسكرية الصغيرة عالقة في تبادل إطلاق النار بين الأتراك والأكراد. ووفقا لما قاله العديد من المحللين، حتى لو تمكنت تركيا من إقامة منطقة عازلة وإعادة بعض اللاجئين إلى وطنهم، فإن هذا لن يقترب من إنهاء الحرب الدموية في سوريا، وبالتاكيد لن يضمن مستقبل الأكراد في سوريا.

بوكس

مسؤول أمريكي: قواتنا ستغادر سوريا إلى العراق والكويت

قال مسؤول أمريكي، الثلاثاء، إن حوالي 1000 جندي أمريكي من الذين انسحبوا من شمال سوريا سيعودون إلى مواقع الجيش الأمريكي في العراق والكويت وربما الأردن.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المسؤول، الذي رفض الإفصاح عن هويته، في خضم الحديث عن التخطيط للانسحاب الأمريكي من سوريا.

وأشار إلى أن القوات الأمريكية المتمركزة في العراق “يمكن أن تقوم بعمليات عابرة للحدود ضد تنظيم داعش، كما حدث في السابق، إبان التحالف مع قوات سوريا الديمقراطية”.

وأوضح وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، أنّ سحب القوات الأمريكية جاء على خلفية رفض واشنطن “الانخراط في قتال مع تركيا الحليف القديم لحلف شمال الأطلسي نيابة عن قوات سوريا الديمقراطية”.

بيانات

6 تشرين الأول/أكتوبر: البيت الأبيض يصدر بيانا يعلن الانسحاب من شمال سوريا بعد أن تحدث ترامب مع اردوغان هاتفيا.

7 تشرين الأول/أكتوبر: بعد انتقادات من حزبه، يدافع ترامب عن سحب القوات. ويغرد قائلا “تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد سوف يضطرون الآن للتعامل مع الوضع” كما هدد بتدمير ومحو الاقتصاد التركي.

8 تشرين الأول/أكتوبر: ترامب يقول إن تركيا حليف قوي للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “ولكن بأي حال من الأحوال لم نتخل عن الأكراد، وهم أشخاص مميزون”.

9 تشرين الأول/أكتوبر: بومبيو يقول إن الولايات المتحدة “لم تمنح تركيا الضوء الأخضر.”

10 تشرين الأول/أكتوبر: أخبر ترامب المراسلين أن الأكراد “لم يساعدونا في الحرب العالمية الثانية. لم يساعدونا في نورماندي، على سبيل المثال”. ثم يعود ويقول في وقت لاحق “آمل أن نتمكن من التوسط” بين الأكراد وتركيا.

 

التعليقات على خبر: واشنطن تحاول منح الأكراد مهلة لانسحاب “غير دموي” من الحدود والكونغرس يصرّ على فرض العقوبات ضد تركيا

حمل التطبيق الأن